من موقع صغير لبيع الكتب لأكبر متجر بيع على الإنترنت

بعد تنبأ كل المحيطين به إنه هيكون له مستقبل واعد في الإقتصاد وقف جيف بيزوس عن العمل لمدة 4 سنين ورجع بعدها بموقع صغير لبيع كتبه الخاصة على الإنترنت!

 تخرج جيف بيزوس من جامعة برينستون بولاية نيوجرسي للهندسة الالكترونية في 1986 بمرتبة الشرف، وبعدها اشتغل في عدة مؤسسات تبع وول ستريت مثل Fitel Bankers Trust وبعدها انتقل للعمل كمحلل في مؤسسة الاستثمار الماليD.E. Shaw، وكان وقتها أصغر نائب رئيس في تاريخ الشركة، ومعظم رجال الأعمال وقتها تنبؤا لجيف مسيرة اقتصادية مربحة بشكل مذهل، بس فجأة في سنة 1990 قرر جيف التوقف عن العمل لمدة أربعة سنوات!

اللي وقف جيف بيزوس كان سبب واحد بس وهو أحلامه وطموحاته اللي دفعته لتأسيس شركته الخاصة. وبدأ قصة نجاحه في سنة 1995 لما رجع بموقع صغير على الانترنت بيبيع فيه كتب وكان أغلبها كتبه الخاصة، وقال عنه:

"سأفعل هذا الشئ الطائش؛ سأبدأ إنشاء هذه الشركة لبيع الكتب على الإنترنت".

 وقتها المسوقين ورجال المبيعات قالوا إن مشروعه هيفشل، بس بعدها بسنتين الموقع انتشر انتشار كبير وغير متوقع، وفي سنة 1998 دخّل منتجات جديدة غير الكتب، وكل سنة كان بيبيع منتجات أجدد وأكتر ووصل في سنة 2003 إنه انشئ محرك البحث A9 المتخصص في مواقع التجارة الإلكترونية.

الموقع اللي بنتكلم عنه هو "أمازون"، أشهر وأكبر متجر إلكتروني على الإنترنت.

وقف قدام جيف بيزوس معوقات كتير؛ إنه مكنش من السهل إقناع المستثمرين بالاستثمار في إطلاق شركته، وقال:

(مرت علي أوقات كان يمكن أن تتلاشى فيها الشركة حتى قبل أن تبدأ أعمالها).

بس هو ما استسلمش لليأس أبدًا، وفي كل مرة تواجه صعوبات كان بيقرر يعديها ويكمل في شغله، ووصل في سنة 2010 لتوقيع إتفاقية مع وكالة Wylie وحصل على الحقوق الرقمية لأعمال الكثير من المؤلفين فزادت أرباحه بشكل كبير جدًا، وفي سنة 2013 اشترى جيف بيزوس صحيفة Washington Post العريقة وكل مؤسساتها لصالح أمازون بمبلغ 250 مليون دولار، ولعدها بدأ تجربة جديدة باسم Amazon Prime Air اللي استعمل فيها الطيارات الصغيرة بدون طيار توصل البضاعة للزبائن القريبين من فرع الشركة.

وفي سنة 2016 وحسب موقع The richest وصلت ثروة جيف بيزوس لحوالي 63.6 مليار دولار، وأصبح موقع أمازون من أكثر مواقع التجارة الإلكترونية انتشارًا في العالم ورقم واحد في بيع الكتب عبر الإنترنت.

في سنة 2019 وطبقًا لمجلة "فوربس" الأمريكية وقائمتها السنوية لأثرياء العالم، حاز جيف بيزوس على المرتبة الأولى في قائمة أغنى أثرياء العالم.

المغزى من قصة بيزوس صاحب موقع أمازون إن كل بيزنس كبير وناجح كان في بدايته فكرة صغيرة وبسيطة جدًا، وكل مشروع لازم يواجه مشاكل وأزمات بس اللي عايز ينجح هو اللي هيعرف يعدي كل حاجة بتقف قدامه بطريقة عملية، ممكن يجرب طرق متجربة قبل كده ويستفاد من خبرة ناس وقعت في نفس أزماته، أو ممكن إنه يجرب طريقته الخاصة لإن كل بيزنس وليه حالته الخاصة، وكل التجارب السابقة كانت أفكار جديدة لأصحابها.

فكُن أنت صاحب التجربة الجديدة اللي تفيد غيرك من بعدك، وتكون سبب نجاة البيزنس بتاعه.